الثلاثاء، 22 أغسطس 2017

القرن الحادي والعشرين عصر "علمني كيف أتعلم وأبحث عن المعلومة"




      الكل يعلم ولا يخفى على أحد أن التعليم هو عصب الحياة بكافة جوانبها. وكلما نتحدث عن التعليم يرتبط في حديثنا مباشرة تأثيره على حياة البشرية والتي يأتي في مقدمتها تأثير التعليم على الاقتصاد وسوق العمل وخصوصا مع كثرة وانتشار البحث العلمي وأهميته في تغيير حياة الناس. ويندرج من تحت تعبير الاقتصاد المهن المختلفة التي يزاولها الناس.
فمنذ بداية الحياة البشرية على الأرض أثر التعليم كثيراً في انتقال البشرية من عصر الزراعة إلى الصناعة إلى عصر المعرفة والحكمة. وعلى سبيل المثال تطور آلات الزراعة ومن بعدها الآلات البخارية إلى الكهرباء ثم الاتصالات واتساعها ثم عصر الروبوتات. فالعصور تمر وتتسارع مع تزايد وانتشار المعرفة.
يزداد ذكر أهمية التعليم والتعلم مع ازدياد المعرفة حيث يذكر الكثير من الكتاب في هذا المجال أننا نعيش في عالم متغير متسارع معرفياً وخصوصاً مع وجود أدوات الاتصال المتسارعة مع تسارع المعرفة. ومن الأمثلة على ذلك التوسع في البحث العلمي في كافة مجالات الحياة، منها التوسع في البحث العلمي  في مجال التعليم والتعلم وبروز الكثير من النظريات والطرائق الحديثة للتعليم والتعلم والقيادة التعليمية.  وبالإضافة لذلك شمل التوسع المعرفي مجال الصناعة والاقتصاد، فعلى سبيل المثال استخدام الروبوت (الرجل الآلي) والمكائن الذكية التي أصبحت تنافس الإنسان في كثير من المهن. وكما نرى في عصرنا الحالي أن الرجل الآلي أو الآلة الذكية أصبحت تقوم بكثير من الأعمال التي كان يقوم بها الإنسان، فالتحسين والتطوير أصبح سمة للقرن الحادي والعشرين.
      القرن الحادي والعشرين هو عصر يختلف عن كل العصور التي قبله ويتميز بالتركيز على البحث العلمي وإنتاج المعرفة واستخدامها. عصرنا هو عصر المعرفة التي تساعدنا وتيسر لنا إنتاجية عالية ومخرجات ذات جودة ترضي المستفيد وتكلفة أقل. هذا هو عصرنا الحالي عصر لا يقبل إلا التفوق والإبداع والابتكار.
وهنا يأتي سؤال مهم جداً ويحتاج منا إلى إجابة وخصوصاً المتخصصين في مجال التربية والتعليم وهو: كيف نستطيع العمل من أجل المنافسة في هذا العصر المتغير معرفياً؟  متغير معرفياً بالكم الكبير الذي نراه ونسمع عنه من تزايد كبير في البحث العلمي وفي كمية المعرفة واستخداماتها. الإجابة على هذا السؤال تكمن في طرائق تحسين عملية التعليم والتعلم والقيادة التعليمية والتي يندرج من تحتها جميع مكونات العمليات التعليمية مثل المقررات المدرسية وطرائق تدريسها وتعليمها وأنماط التعلم لدى المتعلمين والأنشطة المدرسية وكيفية إشراك ومشاركة الطلاب والطالبات فيها وعلاقة المجتمع المدرسي مع المجتمع من حوله والعلاقة بين الأسرة والمدرسة. لم يعد التعليم في هذا العصر مقتصراً على معرفة الأرقام والحروف أو حفظ قانون نيوتن أو حفظ قصيدة شعر أو معرفة إجابة سؤال محدد أو حفظ معلومة محددة يحفظها الطالب ويذهب في اليوم التالي ليختبر فيها ويكتب ما حفظه.  بل أصبحت العملية التعليمية كما يعلم الجميع تتركز على مهارة الطالب في الحصول على المعلومة بطريقة ذاتية يساعده أو يسهل له المعلم الحصول عليها في المراحل الأولى من التعليم ثم يبحث عنها بشكل ذاتي في المراحل العليا من التعليم العام ويتابع في التعليم الجامعي. بالإضافة لذلك أصبحت هناك مهارات أساسية يجب على المتعلمين إتقانها وهي التفكير المعتمد على الدراسة والتحليل والفحص وحل المشكلات البسيطة والمشكلات المعقدة واتخاذ القرارات بطرق وأدوات علمية. ويساوي ذلك في الأهمية تدريب المتعلمين (الطلاب والطالبات) على التفكير الإبداعي والابتكار وطرائق الحوار. كل وفقاً لمستواه الدراسي.
وشخصياً مريت بعدة تجارب في هذا المجال عندما كنت مبتعثاً للتدريب في اليابان في مجال تعليم اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية، كنت عند زيارتي للمدارس أشاهد الطلاب والطالبات في المرحلة الابتدائية يقومون بتجارب عملية ذاتية بإشراف معلميهم في مجال علم النبات وبعضهم في مجال علم الحيوان رأيتهم يدونون بأيديهم ما يلاحظونه على النباتات ونموها والحيوانات الداجنة وطريقة تعاملها وتكيفها مع بيئتها. كل ذلك وفقاً لأهداف المقررات التي يدرسونها. كما أنني درستُ وشاهدتُ أيضاً رغبتهم في التعلم الذاتي للغة الإنجليزية عن طريق استخدام مصادر البحث في مجال تعلم مفردات اللغة الإنجليزية والكتابة والتحدث.
القرن الحادي والعشرين هو عصر الإبداع والابتكار عصر المعرفة عصر المنافسة في إنتاج المعرفة واستخدامها بما يعود على حياتنا بالسعادة والرفاهية. عصر يستخدم المعرفة لخدمة الإنسان علمياً واقتصادياً وطبياً.. الخ. حاجتنا في هذا العصر هي الاستمرار في دعم الإبداع في القيادة التعليمية والإبداع في عمليات التعليم والتعلم بالتدريب والتعليم والتعلم المستمر ودعم البحث العلمي وبناء المعايير والمواصفات ومتابعتها باستمرار على أرض الواقع. والشيء بالشيء يذكر يجب أن نشكر وزارة التعليم على ما تقوم به في مجال تحفيز الإبداع والابتكار من خلال إشراك الطلاب والطالبات في المنافسات الداخلية والعالمية ومن خلال جوائز التميز بفئاتها المتعددة بالإضافة إلى ما تقوم به الوزارة من تطوير الفكر الإداري للقيادات المدرسية من خلال برنامج تطوير المدارس وتطوير تدريس العلوم والرياضيات، وغيرها من مشاريع تعليمية.
التعليم والتعلم عملية مستمرة تبدأ منذ الولادة ثم في رياض الأطفال والمدرسة وتستمر في الوظيفة وحتى بعد التقاعد، فهي عملية مستمرة مع استمرار الحياة.

التعليم هو أفضل السبل لنستطيع التكيف في عالم متغير معرفياً في عالم أصبحت المعرفة هي إحدى الركائز الأساسية للحياة السعيدة وللتحسين والتطوير. القرن الحادي والعشرين: عصر "علمني كيف أتعلم وأبحث عن المعلومة". بالتعليم نرتقي في جميع المجالات.

وتقبلوا تحياتي وتقديري.  وشكرا لكم ولتفضلكم بالمرور والقراءة.





كتبه: أبوبكر بن أحمد علي ولي
تعليم جازان – 30ذو القعدة 1438هـ 22-08-2017
للتواصل abubakrw@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أتقدم إليكم بالشكر والتقدير على مروركم على مدونتي الخاصة ويسرني الاطلاع على أرائكم.