الخميس، 12 فبراير 2015

من توصيات مجلس الشورى عن التعليم 1436





قرأت في الصحف الإلكترونية توصيات بعض أعضاء وعضوات مجلس الشورى حول التعليم وذلك بعد استعراض لجنة التعليم والبحث العلمي في مجلس الشورى تقرير الأداء السنوي لوزارة التعليم (وزارة التربية والتعليم سابقاً) للعام المالي 1434/1435هـ .. ومن بعض ما جاء في هذه التوصيات التي أرى أنها مترابطة وتؤثر على بعضها البعض : تدني مستوى مخرجات التعليم والمطالبة برفع قدرات المعلمين وتنميتهم وأشاروا أيضا إلى تحسين بيئات التعلم المدرسية المستأجرة.  كما اقترحوا منح إدارات التعليم الاستقلالية الإدارية والمالية .

أصحاب المعرفة والدراية في علوم الإدارة يعرفون أن لكل عملية إدارية مدخلات (Inputs)  وإجراءات (processes) تتم بواسطة أدوات (tools)  في مدة زمنية محددة تنتج في نهايتها مخرجات (outputs) .   والمخرجات النهائية لأي عملية إدارية أو فنية تعليمية تكون محصلة لتلكم المدخلات والإجراءات والأدوات المستخدمة كما أن من يؤدون الإجراءات ومن يشرف عليهم يُحدثون تأثيرا كبيرا على نجاح العمليات وجودة المخرجات . 
ومن وجهة نظري أقول أن قرار دمج الوزارتين التعليم العالي والتعليم العام بعون الله سيكون له أثرا كبيرا في تحسين المخرجات في التعليم العام والتعليم العالي . 
ومن قراءة للوضع أتوقع أن تحتوي خطة وزارة التعليم الكثير من التغييرات بدايةً بالهيكلة في الإدارات التي لها علاقة مباشرة بمتابعة التعليم وتحسين إجراءاته .  خصوصا وأننا بحاجة إلى برامج وإجراءات وربما قرارات لتوحيد جهود الإدارات والأقسام التي تشرف على المدرسة وعلى مديرها ومعلميها وجميع منسوبيها وتحسين بيئتها التعليمية كمدخلات للعملية التعليمية .  فعلى سبيل المثال لدينا في إدارات التعليم : إدارة الإشراف التربوي وإدارة التوجيه والإرشاد وحدة تطوير المدارس وقسم مراكز مصادر التعلم وقسم المختبرات المدرسية . وأعمالهم على التوالي الإشراف على مديري ومديرات المدارس والمعلمين والمعلمات، والإشراف على المرشدين الطلابيين والمرشدات الطلابيات ، وتقوم وحدة تطوير المدارس حالياً بالإشراف على مدير المدرسة ومديرة المدرسة وتدريبهم على التخطيط والتطوير وتهيئتهم كقيادات تربوية ، وأخيرا وليس بآخر يقوم مشرف مراكز مصادر التعلم بمتابعة عمل أمين مركز مصادر التعلم ومشرف المختبرات المدرسية يقوم بمتابعة عمل محضر المختبرات داخل المدرسة .  وكثيرا من هذه الجهود تتقاطع فيما بينها وتحتاج إلى أن تكون تحت مظلة واحدة وخطة عمل موحدة في الوزارة وفي إدارات التعليم .
وأتوقع أن يبرز دور التدريب التربوي كجهة تطويرية لجميع منسوبي ومنسوبات التعليم .  وبالتالي تحسين مستوى البرامج التدريبية التي تُقدم للمعلمين على رأس العمل (On-the-Job-Training) في مدارس التعليم العام وكذلك تحسين مستوى طريقة تقديمها ومُقدِميها أي أننا نتوقع أن تُعد البرامج التدريبية وتُحكم وتُدرس من قِبل متخصصون في التدريب وأساليبه الأمر الذي سيجعل الفائدة تكون أفضل والأثر التدريبي أكثر تطبيقا في الميدان التربوي والتعليمي. وتحسين مستوى التدريب على رأس العمل سيؤدي إلى تحسين مستوى الأداء والإجراءات التدريسية وتعدد الأدوات والوسائل التي تساعد على تحسين المخرجات أي تحسين مستوىات الطلاب والطالبات بنسب عالية .
أما إدارة الاختبارات فتُحدد مهامها لتكون جهة تقييم داخلية لقياس مستوى تحصيل الطلاب والطالبات في جميع مدارس التعليم العام بتطبيق اختبارات قدرات وتحصيلية مقننة مماثلة للاختبارات التحصيلية التي طبقتها الوزارة سابقاً بالاستفادة من الخبرات المتخصصة في القياس والتقويم في المناطق وفي الوزارة وكذلك الاستفادة من خبرات مركز القياس التابع للتعليم العالي سابقاً كجهة داعمة . وتكون هذه الاختبارات مجدولة في اوقات موحد وأسئلة موحدة لكي تعطي تغذية راجعة تساعد على دراسة أو إعادة دراسة مدخلات العملية التعليمية وتحسينها من فترة لأخرى بإحداث ما يسمى "دوائر الجودة في التعليم" لكي نصل بتعليمنا إلى درجات ومستويات عليا من الإنجاز المحلي والعالمي . 


وتقبلوا تحياتي
أبوبكر ولي
إدارة الجودة الشاملة بتعليم جازان
abubakrw@gmail.com
23/4/1436هـ
12فبراير 2015


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أتقدم إليكم بالشكر والتقدير على مروركم على مدونتي الخاصة ويسرني الاطلاع على أرائكم.