السبت، 14 فبراير 2015

العملاق .. ذو العين المبصرة والعقل المفكر



العملاق..  ذو العين المبصرة والعقل المفكر
          العِملاَق في معاجم اللغة هو: ما يفوق بني جنسِه في الطُّول أو الضَّخامة أو في حقلٍ من العلم والأدب وغيرهم.. وعملاق حديثنا اليوم "هو الإشراف التربوي" .  الإشراف التربوي وما أدراك ما الإشراف التربوي؟  يقول الكثيرون أنه "العمود الفقري لإدارات التعليم" ويُقال عنه أيضا أنه "العين المبصرة والعقل المفكر للوزارة وإدارات التعليم" وقالوا كذلك أنه "صفوة الصفوة" . 

هذا لأن الإشراف التربوي هو مجموعة من العمليات الإدارية والفنية يقوم بها مجموعة من المشرفين التربويين والمشرفات التربويات بقيادة أحدهم وفقاً لخطة عمل وأهداف محددة لتحسين وتطوير العمل التربوي والتعليمي داخل المدرسة.  المستفيدون من عمليات الإشراف التربوي هم مديري ومديرات المدارس والوكلاء والوكيلات والمعلمين والمعلمات وبالتأكيد الطلاب والطالبات.
 تُنفذ هذه العمليات الإشرافية بأكثر من عشر آليات تربوية تعليمية.  يزور المشرفون والمشرفات المدارس يتابعون ويشاهدون المواقف التعليمية عن قرب . ومن مهام الإشراف التربوي الرئيسية التخطيط والتنفيذ وتحليل المواقف التعليمية كما أن منسوبيه يعملون على الاستفادة من فرص التحسين لتطوير الأداء المدرسي والإشرافي. ويقومون أيضا على اختيار وترشيح مديري ومديرات ووكلاء ووكيلات المدارس.
          وقيل عن الإشراف التربوي في فترة سابقة أنه "العملاق النائم" ... ولكن لماذا "العملاق النائم" ؟ !
وبكل بساطة ومن وجهة نظري اعتقد أن "العملاق النائم" ليست عبارة سلبية كما يراها البعض بل عبارة إيجابية أو كما يقال في مصطلحات الإدارة الحديثة أنها دلالة على وجود "فرص للتحسين والتطوير" تفتح لصاحب القرار آفاق للعمل عليها لتحقيق فائدة أكبر وأفضل من هذا العملاق . سأذكر هنا بعض فرص التحسين التي أراها من وجهة نظري مهمة وتستحق الذكر :
  •  وأولها تهيئة "المعلم المرشح" للعمل ضمن فريق عمل الإشراف التربوي كمشرف تخصص أو مشرف إدارة مدرسية التهيئة المناسبة التي تساعده للعمل بمهنية واحترافية .  ولستُ هنا مقللاً من جهود الزملاء بل يشكرون على ما يقومون به فهناك الكثير من النماذج المتميزة .  لكننا دائماً نتطلع لدورٍ فنيٍ أكبر وأفضل بمعايير محددة ومستوى أداء متميز بعيدا عن المنجزات الكمية . 
  • هذا بالإضافة إلى أن العملاق لا يكون عملاقا إلا بالصلاحيات التي تساعده في اختيار وسرعة تكليف وإنهاء تكليف القيادات المدرسية . بالإضافة إلى استكمال التشكيلات المدرسية بما يحقق الدعم المناسب لمدير المدرسة.
  • كما أنه بحاجة لصلاحية في علاج وضع المعلمين والمعلمات الأولى بالرعاية والمعلمين والمعلمات المقصرين والمقصرات بمنحهم صلاحية نقل المعلمين بين المدارس .. وهنا ومن وجهة نظري أرى أننا بحاجة ليكون الإشراف التربوي وشؤون المعلمين والتدريب التربوي تحت مظلة واحدة. الأمر الذي سيسهل أموراً كثيرة منها نقل المعلمين بين المدارس ليكون المعلم المناسب في المدرسة المناسبة بما يتناسب مع أداءه.
  • كما أنني أرى أنه من المهم أن تكون كل العمليات والإجراءات الإشرافية المتعلقة بالمدرسة ومنسوبيها مهما كان غرضها يجب أن تكون من تحت مظلة الإشراف التربوي وإن تعددت الجهات الإشرافية في الوزارة ومنها على سبيل المثال لا الحصر زيارات وبرامج وحدة تطوير المدارس .. فإن لم يكن الإشراف التربوي هو المسؤول عن تطوير مدارسه فمن يكون ؟
أكرر أنني لست مقللاً من الجهود المبذولة حاليا ولا من قدرات الزملاء ولكن التحسين والتطوير يعتبر من متطلبات العمل الإشرافي في ظل التطوير الحالي للتعليم .
وأخيراً هي وجهة نظر لو ما نفعت ما تضر ..
وسلامتكم


أبوبكر أحمد ولي
إدارة الجودة الشاملة
تعليم جازان
abubakrw@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أتقدم إليكم بالشكر والتقدير على مروركم على مدونتي الخاصة ويسرني الاطلاع على أرائكم.