أبوبكر بن أحمد ولي |
الجودة الشاملة في الإدارة التعليمية: سببها
وأثرها
كتبة أبوبكر بن أحمد علي ولي
التعليم
هو عصب الحياة وسبب تقدم الشعوب والأمم على مر العصور، فمنذ أن خلق الله أدم عليه
السلام واستخلفه في الأرض والإنسان يبحث عن الأفضل من أجل أن يكون الأفضل في حياته
وفي عبادته لربه.
ويتزايد البحث عن الأفضل مع اكتشاف وصناعة الأدوات والتقنيات التي تساعدنا وتسهل طريق تحقيق الأفضل. الأفضل هنا أقصد به مستوى الرضا الذي يصل إليه الإنسان في تقديم الخدمات أو الحصول عليها من أطراف أخرى.. هكذا كان الإنسان ويستمر في البحث عن الأفضل ويزيد الأمر أهمية كلما زادت المنافسة المحلية والعالمية. التعليم لا يبعد ولا ينفصل عن هذا المنافسات العالمية كونه هو المنطلق لكل حضارة والمنطلق لكل تفوق محلي أو عالمي. التعليم هو الأساس والقاعدة التي تنطلق منها الثورات الصناعية ابتداءً من الآلات البخارية إلى الكهرباء وثورة الاتصالات والإنترنت وإلى عصرنا الحالي الذي يجمع بين التقنية والمعرفة والإبداع البشري ونشوء مجتمع كوني جديد يعتمد على تنظيم العلم والمعرفة الأمر الذي يترتب عليه أهمية التعليم بجميع أشكاله.
ويتزايد البحث عن الأفضل مع اكتشاف وصناعة الأدوات والتقنيات التي تساعدنا وتسهل طريق تحقيق الأفضل. الأفضل هنا أقصد به مستوى الرضا الذي يصل إليه الإنسان في تقديم الخدمات أو الحصول عليها من أطراف أخرى.. هكذا كان الإنسان ويستمر في البحث عن الأفضل ويزيد الأمر أهمية كلما زادت المنافسة المحلية والعالمية. التعليم لا يبعد ولا ينفصل عن هذا المنافسات العالمية كونه هو المنطلق لكل حضارة والمنطلق لكل تفوق محلي أو عالمي. التعليم هو الأساس والقاعدة التي تنطلق منها الثورات الصناعية ابتداءً من الآلات البخارية إلى الكهرباء وثورة الاتصالات والإنترنت وإلى عصرنا الحالي الذي يجمع بين التقنية والمعرفة والإبداع البشري ونشوء مجتمع كوني جديد يعتمد على تنظيم العلم والمعرفة الأمر الذي يترتب عليه أهمية التعليم بجميع أشكاله.
استراتيجيات
التعليم والتعلم وبيئات التعلم والقائمين على التعليم والشركاء الخارجيين يمثلون
ممكنات العمليات التعليمية التي تهدف إلى تعليم النشء ما يفيدهم لأنفسهم
ومجتمعاتهم وخدمة وطنهم في عصر متجدد بالمتغيرات التكنولوجية والمعرفية. وهنا نقف
قليلا لنسأل هل كل الطرق تؤدي إلى روما؟ كما يقال في المثل الدارج، أي هل كل طرق
القيادة الإدارية والفنية التعليمية تؤدي إلى نفس النتائج المرجوة والمخطط لها من
قبل وزارة التعليم أم أن هناك اختلاف؟ الإجابة على هذا السؤال يعرفها أهل العلم
والدراية في الإدارة التربوية الحديثة. الإجابة أيها السادة أن الطريقة المستخدمة
تحدد أسلوب الأداء ومعاييره ومؤشرات إنجازه، وجودة الأداء تحدد جودة المخرجات أي
أن جودة المخرجات تتأثر بجودة الأداء. من هنا نصل إلى أنه كلما كانت الطريقة صحيحة
خالية من الأخطاء كان الأداء أفضل وكانت المخرجات وفقاً لما نرجوه ونصبوا إليه. هذا
الحديث الذي أقوله ربما يقول البعض عنه فلسفة بمعناها الدارج أي لا طائل منه. لكنه
بالفعل فلسفة بمعناها العلمي المتمثل في دراسة تجارب الشعوب الأخرى في مجال
التربية والتعليم. كتب في هذا المجال معالي الدكتور عزام الدخيل وزير التعليم
السابق في كتابه "تعلموهم" الذي سرد فيه تجارب الدول المتقدمة في تصنيفها
التعليمي ككوريا وسنغافورة وفنلندا واليابان وأمريكا وبريطانيا وغيرها. ذكر معاليه
أهمية الأخذ بالأسباب وأهمية الاستفادة من خبرات الأخرين في هذا المجال. كما أنني ولمدة
سنة ونصف عشتها في طوكيو أدرس وأتدرب في مجال التعليم عموما ومجال تدريس اللغة
الإنجليزية على وجه الخصوص بجامعة طوكيو قاكوجى. شاهدتُ بعيني كيف يعمل القوم وكيف
يتميزون في أدائهم التعليمي داخل حجرات الدراسة. رأيت الجودة في الأداء والجودة في
التعامل والجودة في المخرجات. وإذا بحثتَ عزيزي القارئ عن سبب تقدمهم ستجد أهم
الأسباب هو التزام كل هذه الشعوب بالجودة في الإدارة التعليمية والجودة في تقديم
خدمة التعليم والجودة في القياس والتقويم الذاتي للأداء ونواتج هذا الأداء
والاعتماد على التحسين المستمر، كل هذا يسمونه اليوم ومن قبل "الجودة الشاملة
في التعليم" أي الجودة في اختيار المدخلات والجودة في اختيار الاستراتيجيات
والجودة في استثمار الشراكات والجودة في استثمار الموارد المتاحة (بشرية ومالية)
والجودة في الأداء وقياسه وتحسينه والجودة في قياس مستوى المخرجات. فمن خلال
الجودة الشمولية نستطيع أن نتحرك بقطار التعليم من الحسن إلى الأحسن والأفضل تدريجياً
تراكمياً بشكل مستمر مستديم.
الجودة
الشاملة أو "الشمولية في الجودة" كما يسميها اليابانيون هي الحل لكل صعب
ولكل بسيط. ويقول في هذا عالم الإدارة الياباني إيشيكاوا أن معظم مشكلات الجودة أو
معظم الأخطاء وبنسبة 95% نستطيع حلها باستخدام الأدوات أو التقنيات السبع البسيطة
للجودة. ولأننا في عصر المعرفة والتكنولوجيا والإبداع والابتكار نحن بحاجة لتوسيع
تطبيق أدوات الجودة في الإدارة التعليمية عموما وفي القيادة المدرسية لكي نقف على
ما لدينا من ممكنات وننطلق نحو المستقبل بقوة إدارية ومعرفية لنحقق رؤيتنا 2030 من
خلال برامج التحسين 2020 كما ونحقق لوطننا المكانة التي يستحقها وهي الأفضل
والأفضل دائماً.
الحديث
في الجودة الشاملة وعنها حديث لا ينتهي بالنسبة لي على الأقل ولكن سأتوقف في هذا
المقال إلى هنا على أمل أن ألتقي معكم في حديث جديد في الجودة الشاملة وتطبيقاتها
في التعليم. الحديث في الجودة الشاملة حديث مستمر باستمرار حاجتنا إليها. وحفظ
الله الجميع.
محطة
أخيرة: جودة المخرجات تتناسب طرديا مع جودة الأداء.
وتقبلوا
تحياتي وشكري لكم ولتلطفكم بالاطلاع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أتقدم إليكم بالشكر والتقدير على مروركم على مدونتي الخاصة ويسرني الاطلاع على أرائكم.