بعض أدوات النجاح: شخصيتك وثقتك وضبط وتحليل وقياس الأداء وإدارة المعرفة
النجاح مرحلة عملية مهمة نستطيع تحقيقها على المستوى الشخصي وعلى المستوى المؤسساتي. البعض يرى النجاح على أنه تحقيق الأهداف فقط وآخرون لو سألتهم ربما تجد إجابات مختلفة. منهم من سيقول إن النجاح هو عملية مستمرة باستمرار نجاح الأداء وتقديم مخرجات ترضي المستفيدين. وربما يقول بعضنا أن النجاح هو تحقيق الأفضل في الأداء ومخرجات ذات جودة عالية لا تسعد المستفيدين فقط بل أنها تبهرهم.
وكل له طريقته في تحقيق النجاح الفردي أو المؤسسي.
وأنا هنا في هذا المقال لست بصدد تعريف النجاح بمفهوم عام، لكنني
سأكتب لكم بعض الأفكار التي تساعدك من وجهة نظري على تحقيق النجاح وفقاً لمفهومك
للنجاح، مع اعتبار أن النجاح هو تحقيق الأهداف المشروعة والمرسومة للفرد ذاتياً أو
على مستوى المؤسسة.
أولاً: ابني شخصيتك الخاصة بك. أي ابني شخصيتك بالشكل الذي ترى أنه صحيح مع أهمية الالتزام بالقيم
المجتمعية والمبادئ العامة للمجتمع من حولك. أي أنك لا تجعل شخصاً ما يختار لك
طريقة حياتك أو طريقة عملك. اختر ما تراه مناسباً وفقاً لأنظمة العمل المؤسسي. ولا
ترهق نفسك بالاستماع إلى الأخرين وحديثهم عنك (من راقب الناس مات هماً). ولا تأخذ
بما يسمونه بالانطباع الأول. المهم أن تكون على الطريق السليم والصحيح.
ثانياً: الثقة في فريق عملك. بالتأكيد أنت كفرد أو كمسؤول داخل مؤسسة ما، سيكون من حولك فريق عمل
تتعاون معهم وتتكامل مع الجميع لتحقيق نجاحك ونجاح مؤسستك. لذلك أعمل باستمرار
للاستماع إلى جميع زملائك وفريق عملك للاستفادة مما يملكون من خبرات ومعارف في
مجال العمل الذي تقوم به أو مجال المهنة التي تؤديها. خذ من الجميع ما ينفعك لنجاح
الجميع.
ثالثاً: ضع حدود للمشكلات. تعامل مع مشكلات العمل بطريقة تساعدك للاستمرار في الأداء الأفضل
ولا تجعل مسارات العمل تتداخل فيما بينها. بعض التداخل في مسارات الأداء تعيق
تحقيق المخرجات بجودة عالية وربما تقلل من رضا المستفيدين. لذلك في حالة حدوث
مشكلة ما في الأداء كمؤسسة حاول أن تضع حدود لهذه المشكلة لتستطيع التفكير مع فريق
عملك لإيجاد الحلول مع استمرار الأداء في مسارات الأداء.
رابعاً: المقارنة المرنة مع الأخرين. كن مرناً عندما تقارن منجزاتك مع منجزات الأخرين أو منجزات مؤسستك
مع منجزات المؤسسات الأخرى. حاول أن تحقق الجميل دائماً وثابر لتحقيق الأجمل
والأفضل بما لا يتسبب في إجهادك أو إجهاد فريق عملك. التوازن مع المثابرة في تحقيق
أهدافك أو أهداف مؤسستك أمرٌ مهم.
خامساً: ضبط الأداء. بالتأكيد كلنا يعلم أن مسارات الأداء المؤسسية مرتبطة بتوزيع الوقت
بشكل كبير. ومن المهم جداً أن يكون الأداء مرسوماً وفقاً للوقت المتاح لك وللمؤسسة.
لذلك اهتمامك بضبط وإدارة الوقت مهم جدا في عملية تحقيق النجاح الفردي أو
المؤسسي.
سادساً: المثابرة لتحقيق الأفضل. ولا تجعل عقلك يسكن ويستكن لمنجزات الماضي، بل أبني طريقاً عليها وعلى
ما تعلمته منها نحو تحقيق المنجزات الأفضل والأعلى جودة. لأن الأفضلية والجودة لا
سقف لها كما يقول علماء الإدارة والجودة والتميز.
سابعاً: أين أنت الآن؟ هذا السؤال مهم جداً فمن خلاله تستطيع معرفة أين تقع مؤسستك
التعليمية بين بقية المؤسسات الأخرى. بالإضافة إلى أنك تستطيع معرفة الممكنات التي
تمتلكها وسوف تساعدك لتحقيق الأهداف العامة ومستهدفات كل برنامج. أي عليك أن تحدد
موقعك على خارطة المنجزات وما هي ممكناتك المؤسسية.
ثامناً: أين تريد أن تصل؟ أو ماذا تريد أن تحقق؟ هذه الأسئلة مهمة جداً لعملك وفريق عملك. من
خلال الإجابة على هذه الأسئلة تستطيع العمل وفق توجه استراتيجي محدد لمؤسستك. فلو
أنك مثلاً قائد تعليمياً لإدارة تعليمية سيكون الأمر سهلا. لأن التوجه الاستراتيجي
معلوم للجميع والأهداف الاستراتيجية أو الأهداف العامة محددة مسبقاً هنا أنت بحاجة
فقط إلى بناء الخطط التنفيذية لتحقيق الأهداف الاستراتيجية. وعليه يجب أن تكون
لديك مستهدفات وبرامج محددة تستطيع من خلالها استثمار الممكنات لتحقيق المستهدفات
وبالتالي تحقيق النجاح.
تاسعاً: التحليل المستمر لأدائك وأداء مؤسستك. التحليل المستمر للأداء داخل المؤسسة يساعدك لضبط الأداء ومعرفة ما
يجب أن تقوم به من تعديلات لتحقيق النجاح الأفضل وتكسب رضا المستفيدين بل وتبهرهم.
والتحليل هنا المقصود به الجولات المستمرة والمتكررة مع دراسة تقارير المختصين
داخل مؤسستك.
عاشراً: قياس الأداء. تستطيع قياس الأداء بكل اقتدار من خلال تطبيق مؤشرات قياس الأداء لكل
برنامج في خطتك كفرد أو كمؤسسة. ربما يكون الأمر سهلاً لو كانت مؤسستك صغيرة
الحجم. لكن ستكون بحاجة لفريق عمل للقياس والمراجعة مع جميع فريق العمل عندما تكون
مؤسستك كبيرة.
حادي عشر: التحسين والتعديل. التحليل المستمر للأداء والقياس الدوري تعطيك القدرة على معرفة فرص
التحسين داخل مؤسستك. فرص التحسين والتطوير داخل المؤسسة تعتبر أفض هدية تستطيع
الحصول عليها.
ثاني عشر: قابل المستفيدين في أماكن تقديم الخدمة. تجول باستمرار على النقاط التي تُقدم من خلالها الخدمة أو كما يقال
زيارة منافذ الخدمة. تواجدك المستمر هناك سوف يسهل لك تحليل الأداء ومعرفة
المشكلات الظاهرة والمشكلات التي ربما تحدث. وجودك في أماكن تقديم الخدمة أو
الأماكن التي تصنع فيها القيمة المضافة يسهل كثيرا تحسين وتطوير الأداء. لا
تنتظرهم يأتون إليك أو يرسلون بريداً إلكترونياً وخصوصاً إذا كنت قائداً تنفيذياً.
ثالث عشر: ارتاح بقدر الحاجة. الراحة بعد العمل المستمر تجدد فيك الطاقة للعمل من جديد. بالإضافة
إلى أنها ترفع معدل الرغبة لتحقيق الأفضل. في الراحة سكنٌ للعقل والجسم. خذ ما يكفيك
فقط من الراحة لتعود برغبة لعملك.
رابع عشر: إدارة المعرفة. أهتم بالتنمية المهنية لك ولفريق عملك. التنمية المهنية عامل مهم
لتحسين أداء العاملين. ركز على المعرفة والمهارات المطلوبة لك ولفريق عملك وأعمل
على بناء البرامج اللازمة للتطوير المهني. وأعمل دائماً على تدوين الخبرات الجديدة
كمعرفة مؤسسية.
ما سبق عبارة عن أفكار فقط أي ربما تدخل فيما نسميه بالمقترحات لتحقيق النجاح إن كانت ذات قيمة مضافة فلك الاستفادة. وهنا وجب التأكيد على أهمية التحسين والتطوير مع عدم الأخذ بما يسمى بالانطباع الأول. لأننا نستطيع تحسين الانطباع الأول من خلال العمل والتركيز والتحسين المستمر للأداء.
ومن وجهة نظري ..
مفهوم النجاح الشخصي يتفاوت وربما يختلف من فرد إلى أخر. كذلك مفهوم النجاح
المؤسسي متفاوت وفقاً للأهداف والمستهدفات التي تحددها المؤسسة. لكن وصفة النجاح
دائما هي العمل والمثابرة المستمرة.
وتقبلوا تحياتي وتقديري
كتبه أبوبكر بن أحمد علي ولي
تعليم جازان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أتقدم إليكم بالشكر والتقدير على مروركم على مدونتي الخاصة ويسرني الاطلاع على أرائكم.