في اليابان، حصة الـ 45 دقيقة المخصصة
لتناول الوجبة حصة تربوية مثل حصة الرياضيات أو القراءة.
لذا سأكتب اليوم موضوعاً مهماً جداً وهو دور المدرسة الابتدائية في تعليم
الطلاب القيم من خلال فسحة تناول الوجبات أثناء اليوم الدارسي. وسيكون موضوعي في نقاط:
- في اليابان الطالب/الطالبة يحضر معه أدوات الطعام من البيت وبإشراف والدته
ليتعلم كيف يستخدمها أثناء فسحة الأكل.
- في مدارس اليابان
تُعد وجبة الغذاء في مطبخ المدرسة وفق معايير جودة
محددة.
-
في اليابان، يقوم الطلاب بزرع بعض الخضروات كالبطاطا في مزرعة المدرسة.
- في اليابان لكل فصل دراسي عربة طعام بأدواتها وفقا لأنواع الطعام المقدم في كل
يوم.
-
عند نهاية كل حصة يقوم الطلاب بتقديم الشكر للمعلم تقديرا له: "شكرا
معلمي على تدريسي (تعليمي)"
- في اليابان يتناول الطلاب والطالبات الوجبات داخل الحجرات الدراسية. ترتب
الطاولات في مجموعات وتتحول حجرة الدراسة كصالة للطعام. هنا قيمة حسن استثمار
المكان.
- في اليابان يستخدم كل طالب أدواته الخاصة لتناول الطعام مع وجود فرشة أسنان ينظف
أسنانه بعد الوجبة (لغرس أهمية قيمة نظافة الفم والاسنان منذ الطفولة).
-
في اليابان يتوزع الطلاب في مجموعات (فرق) عمل. يتوزعون على أيام الأسبوع للذهاب
إلى المطعم مع معلمهم لاستلام الوجبات المخصصة لهم ولزملائهم في الفصل. وعندما
يدخلون المطعم يقومون بإلقاء التحية على منسوبي المطعم ويقولون نحن فصل (كذا) جئنا
لنستلم وجبتنا .. شكرا لكم". وهنا غرس قيمة تربوية مهمة وهي احترام المهن
وإلقاء التحية على من يقدم لهم الخدمة.
-
في اليابان يقوم الطلاب بتقديم الشكر لزملائهم وزميلاتهم وذلك بعدما يقوم فريق العمل بتوزيع وجبات الغذاء على جميع طلاب الصف. هنا يأتي غرس قيمة احترام الأقران ووشكر وتقدير
ما قدموه لهم من خدمة.
- في اليابان يهني الطلاب بعضهم البعض. يقول الجميع بصوت واحد (شكرا
جزيلاً). قيمة شكر النعمة.
-
في اليابان، بعد انتهاء جميع الطلاب والطالبات من الأكل يقوم أحد أعضاء الفريق بقراءة
مكونات الوجبة ومصدرها. ونلاحظ في الفيديو على الرابط أدناه،
الطالبة تقرأ وتذكر أن البطاطا التي تناولها الطلاب هي من زراعة طلاب الصف السادس.
والزيت المستخدم في الطعام من مزرعة محلية. وهنا تأتي قيمة تقدير أعمال الأخرين والإعجاب
بها حتى في غيابهم بالإضافة إلى تقدير المنتج المحلي واستخدامه.
- في اليابان، يقوم المعلم بإبراز وتعزيز منتج الصف السادس وذلك بالحديث عن البطاطا
ويذكر للطلاب والطالبات أنكم سوف تزرعون البطاطا في شهر مارس القادم ونأكلها لوجبة
الغداء في يوليو الذي يليه. هنا قيمة تقدير الأخرين وقيمة التحفيز من المعلم
لطلابه.
-
في اليابان، تقوم المعلمة المساندة بالمرور على الطلاب والطالبات أثناء تناولهم
للوجبة وتتحدث معهم عن الطعام ومكونات الوجبة، لتنمية مهارة الحديث والتعرف على
مكونات الطعام ومدى مناسبته.
- - في اليابان، المعلم يتناول نفس الوجبة مع طلابه في الصف. غرس قيمة المشاركة.
-
في اليابان، بعد تناول الوجبة يقوم الطلاب بتقديم الشكر للمعلم ثم ينظفون صفهم. هنا
تأتي قيمة تقدير المعلم وقيمة النظافة والاهتمام بالمكان الذي يعيشون فيه.
- في اليابان، أثناء عملية النظافة يقوم الطلاب والطالبات بتصنيف بقايا الوجبة.. مثل
الورق والبلاستيك ويغسلونها ثم يضعونها في حاويات مخصصة. هنا نلاحظ أكثر من قيمة
منها الحفاظ على المصادر الطبيعية. بالإضافة إلى قيمة الحفاظ على البيئة الصحية من
خلال غسيل بقايا الحليب من على الورق والتأكيد على قيمة النظافة.
-
بالإضافة لذلك يقوم الطلاب بغسيل الأدوات الأخرى مثل الصحون ويعيدونها
إلى المكان المخصص لها. هنا نجد التأكيد على قيمة النظافة والترتيب في أكثر من سلوك يومي داخل حجرة الصف.
-
احترام الطلاب لزميلاتهم الطالبات وكذلك احترام الطالبات لزملائهن
الطلاب الذين يتشاركون نفس الصف. تؤكد قيمة الاحترام والسلوك الجيد والالتزام بالنظام.
تخيلوا يتكررهذا السلوك يومياً ..
ويتكرر تعزيز تلكم القيم يومياً (تقريباً 226 يوم في السنة).
ذلك شاهدته بعيني في مدارس اليابان وعندما شاهدتُ إحدى الفيديوهات على
اليوتيوب رغبتُ في كتابة هذا الموضوع. أنظروا في فسحة لمدة 45دقيقة يتعلم الطلاب كل هذه القيم. بالفعل المدرسة هي منطلق كل تحسين وتطوير.
وبالفعل كما قال شوقي: "كاد المعلم أن يكون رسولا".
لمشاهدة الفيديو ..
وتقبلوا تحياتي وتقديري
كتبه: أبوبكر بن أحمد علي ولي
تعليم جازان: مدير إدارة الجودة الشاملة.
الجمعة 14 – 09 – 2018
الموافق 04 – 01 – 1440هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أتقدم إليكم بالشكر والتقدير على مروركم على مدونتي الخاصة ويسرني الاطلاع على أرائكم.