الجمعة، 25 سبتمبر 2015

لماذا نحن بحاجة لتطبيق إدارة الجودة الشاملة في التعليم؟


لماذا نحن بحاجة لتطبيق إدارة الجودة الشاملة في التعليم؟
كتبه: أبوبكر ولي


المتتبع لتاريخ تطبيقات الجودة الشاملة يجد أنها قديمة قدم الإنسان حيث كان البشر يبحثون عن البيئة الجيدة للعيش والتي تمتلك مواصفات يستطيعون التأقلم معها.  ثم مع تطور الإنسان تطورت مقاييسه لجودة متطلباته اليومية من السلع ومن الخدمات.  ثم بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية برز أهمية الجودة وذلك بعد انتقال عالم الإحصاء الأمريكي الدكتور إدوارد دمنج إلى اليابان في
الأربعينات والخمسينات من القرن العشرين لنشر ثقافة الجودة من خلال الرقابة الإحصائية على الانتاج. ثم استمر تطور تطبيق الجودة مع العالم جوران حتى أصبحت تحتوي كل مستويات الانتاج ابتداءً من العمليات الإدارية المشرفة على عمليات الانتاج إلى جودة إجراءات عمليات الانتاج نفسها لضمان الحصول على منتجات ترضي المستفيد. حتى ظهر بنهاية السبيعنات وبداية الثمانينات مصطلح إداري يسمى "إدارة الجودة الشاملة".  وتحقيق إدارة الجودة في المنشآت هي إحدى الوظائف الرئيسة للإدارة وأن مسؤولية الجودة هي مسؤولية كل فرد في المنشأة.

ونظرا للنتائج الإيجابية الكبيرة التي نتجت عن تطبيق إدارة الجودة الشاملة في اليابان كدولة احتضمنت أفكار دمنج وطورتها من خلال علمائها في الإدارة والهندسة الصناعية أمثال إيشيكاوا وتاقوشي وشينجو من الانتشار الكبير للسلع والمنتجات اليابانية في جميع أقطار العالم. كما أن تطبيق إدارة الجودة الشاملة في الدول الغربية مثل أمريكا والدول الأوربية مكنها منافسة السلع اليابانية. كما أن تطبيق إدارة الجودة الشاملة في بعض المجالات في الدول العربية مثل الشركات العملاقة كشركة أرامكو وشركة سابك مكنها من الإنتشار حول العالم بمنتجاتها المختلفة.

ومع نهاية القرن العشرين وبالتحديد في الثمانينات دخلت تطبيقات الجودة الشاملة في المجال التعليمي من خلال جهود الدكتور مالكوم بالدريج وزير التجارة الأمريكي، في عهد الرئيس الأمريكي رونالد ريجان، والمهتمين بتحسين وتطوير التعليم في الولايات المتحدة الأمريكية حيث دخلت المنشآت التعليمية في جائزة مالدريج للجودة والتي تمنح للمنشآت التي تتصف منتجاتها بأعلى مستويات الجودة. ثم توالى الاهتمام بتطبيق الجودة في المؤسسات التعليمية وأصبحنا نرى الكثير من الدول تتسابق في تطبيق معايير جودة لكل مجالات التصنميع والانتاج المختلفة وظهرت ما يسمى بنظام الأيزو 9000 الذي يحتوى على معايير مختلفة لكل مستويات التعليم وكل مجالات التصنيع ومجال الخدمات العامة.  فنظام الأيزو هو نظام يدعم تفوق تطبيق إدارة الجودة الشاملة من خلال تطبيق معايير ومقاييس تساعد على الضبط الإداري في المؤسسات.  مع ملاحظة أن تطبيق نظام الأيزو لا يعني جودة المنتجات.

ونتيجة لتطبيق معايير الجودة التي تهدف إلى تحقيق الأهداف المحددة والتحسين المستمر للأداء تطورت الكثير من المنشآت التعليمية في الشرق والغرب كما تطورت الكثير من المنشآت التعليمية المطبقة لإدارة الجودة الشاملة في المملكة العربية السعودية. لكون تطبيقات الجودة تدعم الإدارة التنفيذية في المؤسسات التعليمية (المدارس) وإدارات التعليم بالتخطيط الجيد للجودة والتطبيق المستمر لأدواتها والتحسين المستمر للعمليات من خلال التقويم المستمر للأداء بواسطة مؤشرات عملية تطبق على جميع العمليات اليومية في المدرسة والقيادة المدرسية. والتي من خلالها يتم التخطيط والتطبيق والتقويم والتحسين المستمر لعمليات التعليم والتعلم وكذلك العمليات التي تقوم بها الإدارة المدرسة أو ما يسمى حديثا بالقيادة المدرسية.

هناك فوائد كثيرة لطبيق إدارة الجودة الشاملة منها وأهمها التخطيط للعمليات والضبط والرقابة عليها باستمرار والتحسين المستمر في جميع المستويات الإدارية والفنية. وثاني هذه الفوائد أنها تحدد مسؤوليات كل عضو في المؤسسة وتنير لهم الطريق للتحسين المستمر لعمله ولنفسه بعيدا عن التداخل في الصلاحيات والمهام. وثالث هذه الفوائد أن تطبيق الجودة يضمن للمؤسسة التعليمية الدخول إلى دائرة التميز والوصول إلى إسعاد المستفيدين. ومن فوائدها أيضاً اشراك الجميع في التحسين المستمر وإشراك الجميع في الاحتفال بالنجاح ودعم العاملين للوصول إلى قمة أدائهم العملي اليومي. تطبيق إدارة الجودة الشاملة متطلب مهم للقرن الحادي والعشرين خصوصا في ظل المنافسة العالمية للريادة في إسعاد المستفيد في كل المجالات.

وأخيرا أحب أن أن أذكركم بمقولة عالم الجودة الأمريكي جوران صاحب الثلاثية المشهور لتطبيق الجودة:

"أن الجودة لا تحدث بالصدفة ..  بل تعتمد على تخطيط مسبق ومعد وتم التدريب عليه."


أعرف أنكم ترغبون في معرفة ثلاثية جوران لمن لم يسمع عنها من قبل .. سأخبركم عنها في المقالات التالية بمشيئة الله.

وتقبلو تحياتي وتقديري لتلطفكم بالإطلاع.

أبوبكرأحمد ولي
جازان 11-12-1436هـ




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أتقدم إليكم بالشكر والتقدير على مروركم على مدونتي الخاصة ويسرني الاطلاع على أرائكم.