إدارة المؤسسات والشركات في القرن الحادي والعشرين
كتبه أبوبكر بن أحمد ولي
البارحة
– ليلة الأحد – وبينما كنت أتناول وجبة
العشاء في منزلي شاهدتُ برنامجاً على إحدى القنوات الفضائية يتحدث عن إحدى ماركات
صناعة الحقائب النسائية وكانت مقدمة البرنامج تحاور صاحبة المحل، الذي يحمل مسمى
الماركة التصنيعية لهذه الحقائب. وكانت تجلس بجواري ابنتي الصغيرة ميرا. وبينما
كنت اتابع البرنامج باللغة الإنجليزية المترجم للغة العربية شدتني بعض أسئلة مقدمة
البرنامج وكذلك إجابات ضيفتها والحقيقة أنني شاهدتُ مثالاً تطبيقياً لما أجده في
كتب الإدارة بوجه عام وكتب إدارة الجودة الشاملة والتميز المؤسسي بشكل خاص.
وحتى لا أطيل عليكم سأذكر لكم بعضاً مما سمعت
للفائدة في مجال قيادة الشركات والمؤسسات في القرن الواحد والعشرين.
ذكرت
الضيفة أنهم يعتمدون على إبداع وابتكار العاملين والمصممين في صناعتهم للحقائب. وأضافت
بأنهم يعتمدون في عملهم على مستوى عالي من التميز ويهتمون بالجمال وحسن اختيار
الألوان. بالإضافة إلى ذلك ذكرتْ بأنهم يهتمون بأصالة ماركتهم مع مواكبة العصر في
منتجاتهم. وبينما كنت استمع باهتمام لاحظت ابنتي اهتمامي، فقالت ببراءة الأطفال:
"بابا هذا البرنامج للحريم (النساء)" طبعا لأنها لاحظت أن جميع المنتجات
مخصصة للنساء. فضحكت وواصلتُ تناول وجبة العشاء مع المشاهدة وهي تجلس بجواري.
فعلا
كنت اشاهد برنامجاً يدخل ضمن اهتمامات النساء لكنني لم أكن اشاهده لمشاهدة تلك
الحقائب الجميلة التي تستحق المشاهدة، بل كنت اشاهد لاستمع إلى الفائدة والخبرة
التي نقلتها صاحبة المحل عن الاستراتيجية الإدارية التي اتبعتها في إدارة محلها
والمصنع التابع له. وأعود لحديثها حيث ذكرت أنها أنشأت مركزاً للترفيه واعطت لجميع
العاملين عضوية بتخفيض أو ربما ذكرت أنها أعطتهم عضوية مجانية لم استمع بإتقان
لأني ابنتي مير ا – الله يبارك فيها – كانت تتحدث معي في وقتها. ثم وقبل أن ينتهي
البرنامج قامت مذيعة (مقدمة) البرنامج بجولة حول المحل لاستعراض المنتجات بمرافقة
مدير المحل وبينما هم يمرون على أقسام المحل، كان يشرح بالتفصيل عن كل منتج على
حدة أي أنه كان ملماً بكل تفاصيل المحل الذي يديره.
الشاهد
هنا أن إدارة الشركات والمؤسسات في زمننا الحالي عليها مهام كبيرة لتسطيع المنافسة
والاستمرار ونيل حصص سوقية مربحة. ابتداءً من حسن التخطيط لجودة المنتجات وحسن إدارة
الأداء والاهتمام بالعاملين وحسن التعامل معهم وتوفير ما يسهم في الوصول إلى مرحلة
الإبداع والابتكار. بالإضافة إلى حسن استثمار الموارد المادية، وحسن اختيار
استراتيجيات الأداء التي تحافظ على أصالة المنتج ولا تهمل جماله وشكله مع التركيز
على الأداء وفق مستويات ومعايير جودة متميزة لتحقيق رضا المستفيد (الزبون) الذي
سيدفع لما سيُقدم له، مع الاهتمام بما يسهم في القيام بالمسؤولية المجتمعية تجاه
المجتمع من حولنا. وأيضاً الاهتمام بجميع مراحل العمل وما تمر من مواقف ومشكلات يتم التغلب عليها بالحلول العلمية التي تصبح مستقبلاً خبرات تسهم في التحسين المستمر من خلال
إدارة المعرفة التي تسهم في التوثيق المستمر وبناء خبرات تراكمية.
هذا
بعض ما قرأتُ وسعدت لمّا شاهدته على التليفزيون.
ملحوظة:
لكي
تكون مخرجاتك منافسة يجب أن يكون مستوى معرفتك أيضاً منافساً. لأن مخرجاتك لن
تتجاوز قوة معرفتك.
وجبة
العشاء المفضلة لي تتكون من حلاة طحينية وجبنة بيضاء وزيتون وخبز أسمر مع الماء
وأي مشروب ساخن.
وتقبلوا
تحياتي،
كتبه
أبوبكر بن أحمد ولي
جازان
الأحد
9 July, 2017 الموافق 15
شوال 1438هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أتقدم إليكم بالشكر والتقدير على مروركم على مدونتي الخاصة ويسرني الاطلاع على أرائكم.