لو كنت مديرا تنفيذيا..
في تطوير
كتبه أبوبكر بن أحمد ولي
التحسين المستمر
والتطوير هما عصب الإدارة الحديثة والقوة التنافسية التي تحقق من خلالها المنظمات
الربحية وغير الربحية حصصاً سوقية مرتفعة ومنجزات كبيرة تحقق من خلالها رضا
المستفيد الداخلي ورضا المجتمع. وبالتأكيد أن تلك المنظمات تنفق الكثير في سبيل
نجاح التحسين والتطوير في الاستراتيجيات والمقاربات والإجراءات العملية داخل تلك
المنظمات التي بالتأكيد ستؤثر على جذب المستفيدين من خلال جودة المخرجات.
والطرق العلمية للتحسين المستمر والتطوير تتطلب عدة خطوات تختلف في منهجيتها وفقا لحاجة العمل ووفقا للأساليب التي تتبعها المنظمات (الشركات – المؤسسات). في الكايزن – الفلسفة اليابانية للتحسين المستمر – مثلاً تنقسم الخطوات إلى أربع خطوات وذلك وفقا لحلقة تحسين دمنج التي تبدأ بالتخطيط ثم التنفيذ ثم التحليل (الدراسة) ثم في الخطوة الرابعة يأتي التعديل والتصرف وفقا لنتائج التحسين. والشيء المهم في منهجية الكايزن أن التحسين يجب أن يركز على تخفيض التكلفة وتحسين الجودة وتبسيط الطريقة بهدف رضا المستفيد الداخلي والخارجي.
والطرق العلمية للتحسين المستمر والتطوير تتطلب عدة خطوات تختلف في منهجيتها وفقا لحاجة العمل ووفقا للأساليب التي تتبعها المنظمات (الشركات – المؤسسات). في الكايزن – الفلسفة اليابانية للتحسين المستمر – مثلاً تنقسم الخطوات إلى أربع خطوات وذلك وفقا لحلقة تحسين دمنج التي تبدأ بالتخطيط ثم التنفيذ ثم التحليل (الدراسة) ثم في الخطوة الرابعة يأتي التعديل والتصرف وفقا لنتائج التحسين. والشيء المهم في منهجية الكايزن أن التحسين يجب أن يركز على تخفيض التكلفة وتحسين الجودة وتبسيط الطريقة بهدف رضا المستفيد الداخلي والخارجي.
ربما يسأل أحد القراء
الكرام ما الكايزن؟ الكايزن هي فلسفة ومنهجية يابانية للتحسين المستمر تستخدمها
المنظمات اليابانية (الشركات والمؤسسات) لتحسين طريقة الأداء بهدف تخفيض التكلفة
وتحقيق جودة أفضل للمخرجات. فلسفة الكايزن ساعدت كبرى الشركات والمؤسسات للتفوق
على نظيراتها عالمياً وذلك من خلال التركيز على الجيمبا – الجيمبا كلمة يابانية
تعني مقر العمل – التي يقول عنها عالم الإدارة الياباني مساكي إماي Masaki Imai يجب على المدير التنفيذي للجيمبا أن يزورها
باستمرار. ويذكر ماساكي إماي أنه سأل أحد المديرين التنفيذين في إحدى الشركات عن
عدد زياراته للجيمبا في اليوم الواحد. تردد ذلك المدير في الإجابة لأنه يرى نفسه
مقصرا في زيارات الجيمبا. ثم بعد ذلك أجاب بأنه يزور الجيمبا ثلاثين مرة في اليوم.
طبعاً ثلاثين مرة لا ترضي ماساكي إماي لأنه يعتقد بأن أي مدير تنفيذي يجب أن يكون
له مكتباً في الجيمبا ويبالغ البعض أحيانا ويقولون يجب أن يكون لديك فراشاً في
الجيمبا. يا ترى ما الحكمة من كل هذا الاهتمام بالجيمبا. يرد علماء الإدارة في
اليابان منهم تاي أتشي أونو Taiichi ohno على أن
أهمية الجيمبا تعود إلى أنها هي المكان الذي تُصنع وتُضاف فيه القيمة (الجودة)
التي ستجذب المستفيد، وهي المكان الذي تستطيع مشاركة زملاءك في العمل في عمليات
التحسين والتطوير، وهي المكان الذي تستطيع مشاهدة منجزات المبدعين وشكرهم أمام
زملاءهم. بالإضافة لذلك، الزيارات المستمرة للجيمبا توفر عليك قراءة الكثير من التقارير
وربما مئات الأوراق التي ربما تعتمد على قوة كاتبها في بيان واقع ومنجزات فريق
العمل. إذاً فلسفة الكايزن هي الأداء الأفضل لتحقيق مخرجات أفضل بطريقة أسهل لجذب
مستفيدين أكثر بالتركيز على الجيمبا – مقر العمل.
الجيمبا في المصانع
هي ساحات العمل التي يوجد بها المكائن والجيمبا في مكاتب الخدمات هي المكاتب التي
من خلالها يتم تقديم الخدمات للمستفيدين. ولأننا نكتب ونهتم بالتطوير في التعليم
سيأتي سؤال: أين موقع الجيمبا في التعليم؟ بكلمة واحدة نستطيع أن نقول "حجرات
الدراسة". صحيح أن هناك عمليات كثيرة في الإدارة التعليمية لكنها ومن وجهة
نظري تعتبر عمليات تهيئة لما يتم في حجرات الدراسة، وأهمها تلكم التي تتم في
الفصول أمام الطلاب والطالبات أي أن الجيمبا الحقيقة في مجال التعليمية هي المدرسة
لأن جميع العمليات الإدارية في الشؤون الإدارية والشؤون المالية، والشؤون المدرسية
كالتجهيز وشؤون المعلمين، والشؤون التعليمية كالإشراف التربوي والتدريب والإرشاد
الطلابي كلهم وكل عملياتهم يجب أن تكون إجراءاتها تهيئة لما يتم في الجيمبا
(المدرسة).
والشيء بالشيء يذكر،
جلستُ في أحد الأيام مع أحد الأصدقاء – ولي أمر لطلاب وطالبات – يقول صديقي أطلعتُ
على انجازاتكم في مجال التعليم وجدتها كثيرة وجهود كبيرة تتعبون في تنفيذها تشكرون
عليها، ولكنه أيضاً يقول مع هذه الإنجازات الكبيرة أجدكم تتحدثون عن الفجوة بين
نتائج اختبارات الثانوية العامة واختبارات مركز قياس. أين المشكلة؟ سؤال مهم جداً.
تحتاج الإجابة عليه الكثير من الإجراءات يفهمها أهل الدراية في علم الإدارة،
ولكنني سأختصرها وأقول علينا أن نركز على الجيمبا التي فيها يتم التعليم ويتم
التعلم، الجيمبا التي يجب أن ترتبط نتائجها بتقويم جميع الإجراءات التي اسماها صديقي
منجزات. ومثال على ذلك كنا نقرأ وما زلنا نقرأ عن إجابة ذلك العامل الذي يعمل في
وكالة ناسا الفضائية لماذا تعمل بكل هذا الجهد في نظافة الحاسبات، أجاب ببساطة لكي
نصعد إلى الفضاء. والسؤال مطروح لماذا نقوم بكل هذا الرصد للإجراءات على أنها
منجزات؟ افتراضاً سأجيب من أجل تحقيق تعليماً متميزاً لبناء مجتمعاً معرفياً منافساً
عالمياً.
أعود لموضوع المدير
التنفيذي للتحسين والتطوير لكن ماذا أقول وقد ذكرتُ أعلاه أهمية الجيمبا في بناء
مجتمعا معرفيا منافسا من خلال تهيئة الطلاب واكسابهم المعارف والمهارات اللازمة
لذلك. ولكنني أضيف وأقول لو كنت مكانك فإن الجيمبا ستغنيني عن قراءة الكثير من
التقارير ومشاهدة مئات الصور لتلك الإجراءات التي أسماها صديقي منجزات. وفي ذلك
تستطيع تشكيل فرق العمل المتمكنة لتقوم على الوقوف على الواقع من خلال زيارات مركزة
للجيمبا كتلك التي كان يقوم بها فريق التقويم الشامل في ماضي الأيام. ولا مشكلة في
أن نجد معيقات وعقبات ومشكلات بل أنها مطلوبة لأنها ستساعدنا في سد الفجوات. لأن
الهدف من تطوير هو الأداء الأفضل لتحقيق مخرجات أفضل بطريقة أسهل بالتركيز على
الجيمبا – المدارس والحجرات الدراسية – لتحقيق تعليما مميزاً لبناء مجتمعاً معرفيا
منافساً عالمياً.
الجيمبا والجيمبا فقط
هي التي نحتاجها لتحقيق الخطوة الأولى في حلقة دمنج للتحسين والتطوير لأننا من
خلال واقعنا نستطيع البناء نحو المستقبل. والواقع بمشيئة الله جميل وسيكون أجمل.
ملاحظة: عبارة ..
"لو كنت مكانك .. " .. التي استخدمتها في عنوان المقال واستخدمتها أعلاه عبارة تخيلية تستخدم في
اللغة الإنجليزية بجملة ...If I were you وتستخدم عادة لتقديم
المقترحات.
وتقبلوا تحياتي
كتبه أبوبكر بن أحمد
ولي
تعليم جازان – تطوير المدارس
الاثنين 29 مايو 2017
3 رمضان 1438هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أتقدم إليكم بالشكر والتقدير على مروركم على مدونتي الخاصة ويسرني الاطلاع على أرائكم.