الجمعة، 19 مايو 2017

التكامل: مفتاح نجاح التحسين والتطوير


التكامل: مفتاح نجاح التحسين والتطوير
أبوبكر بن أحمد ولي، مايو 2017
التحسين والتطوير مصطلحات إدارية مهم في حياة الإدارة. التحسين اصطلاحا هو القيام بإجراءات بسيطة لتحويل شيء ما من حالة إلى حالة أفضل لأجل تقديم مستوى أفضل من الأداء والمخرج. فمثلا نقول: أدخلت وزارة التعليم تحسينات على نظام التعليم. أما المصطلح التطوير فيعني التغيير الشامل لإجراءات أداء شيء ما فمثلاً نقول: طورت وزارة التعليم نظام رصد درجات الاختبارات.
وهنا نعني أنها غيرت النظام كاملاً من النظام الورقي إلى النظام الإلكتروني.  التحسين والتطوير إجراءات تساعد الإدارات لتحويل وضعها الحالي إلى وضع أفضل في جميع محاور العمليات الإدارية والفنية: المدخلات والعمليات والمخرجات.
ولو أخذنا نظرة بسيطة على الإجراءات التي تقوم بها المنظمات في عمليات التحسين أو التطوير فإننا سنلاحظ أنها تقوم بالعمل على تحسين العمليات الإدارية والفنية الأمر الذي يحقق الاستثمار الأمثل للمدخلات لمواكبة تحسين الإجراءات التي من المفترض ان تحقق مخرجات ذات جودة عالية وذات قوة تنافسية إقليمية وعالمية، وكلما كان هذا التحسين أو التطوير ناجحا تم تعميمه على جميع أقسام وإدارات المنظمة. وعلى سبيل المثال لو اعتبرنا أن قائدا تربويا أراد التحسين أو التطوير في إدارته ولنعتبرها "إدارة تعليمية". في بداية الأمر وأوله يجب أن يحدد الهدف الذي يريد تحقيقه من هذه التحسين أو التطوير ثم يحدد الإجراءات أو العمليات المرتبطة بهذا الهدف. بعد تحديد العمليات الإدارية والتعليمية المراد العمل على تحسينها تأتي الخطوة المهمة الثانية وهي تحديد جميع أقسام وإدارات العمل المرتبطة بهذه العمليات فمثلا إذا أردنا أن نطور القيادة المدرسية يجب أن نحدد جميع الإدارات والأقسام المعنية بعمليات القيادة المدرسية، وذلك من باب أن مشاريع التحسين والتطوير مشاريع تكاملية بين جميع الأطراف المتعلقة بالعمل والمخرج المراد تطويره، وعلمياً لا يمكن أن نطور القيادة المدرسية أو الإشراف التربوي على سبيل المثال بلجنة تعمل بمعزل عن الأخرين. ثم في الخطوة الثالثة نأتي إلى عملية تدريب العاملين على المهارات والممارسات والمعارف اللازمة للتحسين أو للتطوير في الإدارات والأقسام المتعددة المرتبطة بتحقيق هدف التحسين أو التطوير ويتم ذلك عادة بالتدريب على راس العمل. ثم تتوالى الخطوات إلى أخرها وفي كل خطوة يجب قياس جودة أداء العاملين ومستوى جودة كل إجراء ليكون مخرجنا في الأخير ذو جودة تنافسية.

تحسين أو تطوير عمليات الإدارة التربوية أو عمليات التعليم والتعلم عمليات تكاملية يجب أن يشارك فيها وبها جميع العاملين في كل الإدارات والأقسام ذات العلاقة. مشاريع التحسين والتطوير المعزولة والمنفصلة عن الأقسام الأخرى لا يمكن لها أن تنجح حتى ولو كان فريق العمل من الخبراء ... ولا اعتقد أن يعمل أي خبير تحسين أو تطوير بمعزل عن الأقسام والإدارات الأخرى... أو كان فريق العمل متناغم ومتنوع الخبرات.

العمل في التحسين والتطوير التربوي عمل مهم ومطلب لتحقيق الجودة في الأداء والجودة في المخرجات. وهو عمل تكاملي يشارك فيه كل من له علاقة بمشروع التحسين. فمثلاً إذا أراد مدير مدرسة تحسين مستوى تحصيل الطلاب، فبعد تحليل الواقع ودراسة فرص التحسين يجب أن يبني مشروعا متكاملاً يحتوي كل المعنيين في المدرسة للمشاركة في التحسين وتحديد الجهات الداعمة في إدارة التعليم مثل الإشراف التربوي والتوجيه والإرشاد والتدريب والنشاط الطلابي ...الخ، للمشاركة في مساندة مشروعه. لأنه لو عمل وحيدا سيجد نفسه في أخر المطاف دون نتائج تُذكر. هذا لو أراد تحسين مستوى تحصيل الطلاب فقط فكيف سيكون الأمر إذا أراد أن يحول مدرسته لمدرسة متعلمة؟

ومن وجهة نظري أرى أن التكامل في الإدارة التربوية والتعليمية وخصوصاً مشاريع التحسين والتطوير عاملا دعما كبيرا لنجاح مشاريع التحسين والتطوير. وأقصد بالتكامل في المشاريع التعليمية هو أن يقوم كل قسم بالدور والمهام المناطة به لتحقيق أهداف مشاريع التحسين والتطوير. ويعتبر استكمال الأدوار الإدارية والفنية وقياس أثرها على عوائد مشاريع التحسين والتطوير عامل مهم لدعم استمرارية التنفيذ والتحسين المستمر.

وتقبلوا تحياتي.

كتبه: أبوبكر بن أحمد ولي

تعليم جازان – تطوير المدارس

الجمعة 19 مايو 2017 / 22شعبان 1438هـ



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أتقدم إليكم بالشكر والتقدير على مروركم على مدونتي الخاصة ويسرني الاطلاع على أرائكم.