الثلاثاء، 9 يناير 2018

الإدارة التربوية في القرن الحادي والعشرين

الإدارة التربوية في القرن الحادي والعشرين

Abubakr Wali


الحياة في الإدارة التربوية جميلة والأجمل عندما تمتلك المهارات التي تمكنك من العمل وفقا لمعاييرالجودة. وكلما جودنا أعمالنا أصبحت منجزاتنا مرضية للمستفيدين وبذلك نكون حققنا المستوى الأدنى، لأن الجودة لا حدود لها. ولكن هل نقف عندر رضا المستفيد أم نحن بحاجة للمزيد من المثابرة لتقديم الأفضل؟
الإجابة التي ستخطر على بالك بالتأكيد ستكون: "نسعى للأفضل". الأفضل في الأداء يمنحك الأفضل في المخرجات. ولكن السؤال الذي يفرض نفسه هنا:

كيف أستطيع تحقيق الأفضل؟

يكتب علماء الإدارة والجودة الشاملة عن معايير الأداء ومواصفات المخرجات ومؤشرات القياس ويحثون على تطبيقها والالتزام بها. وهذا أمر مهم لأن معايير الأداء العامة ومعايير الأداء التخصصية تساعد لضبط سير العمل وتنظم سير الإجراءات وتحدد مهام كل موظف إداري أو معلم أو قائد مدرسة..الخ. فبتطبيق المعايير نستطيع أن نمنح الصلاحيات والمسؤوليات وبالتالي نصل إلى الحوكمة التي من خلالها نستطيع تحديد الموظف المنجز ونقدم له المكافأة التحفيزية. وفي ذلك كتب عالم الجودة دكتور كروسبي أن الجودة لا تأتي بالصدفة. لذلك سعت الكثير من المؤسسات التعليمية، سواءً كانت وزارة أو إدارة، إلى تطبيق الجودة الشاملة لضبط الأداء والعمل على إرضاء المستفيدين.
صحيح أن أفكار ونظريات إدارة الجودة الشاملة مهمة ومهمة جداً والكل يحث ويدعم تطبيقها في القيادة التربوية والتعليمية. كما أن إدارة الجودة الشاملة تعتبر "منتج" من مراحل تطور الفكر الإداري في القرن الماضي إلا أن العصر الحديث عصر المعرفة جاء بأدوات جديدة في الإدارة التربوية كعملية بنائية لتطور الفكر الإداري.
وهنا ربما يتساءل القارئ الكريم: هل نترك تطبيقات الجودة الشاملة؟ طبعا لا .. لأن تطور الفكر الإداري لا يلغي بعضه بعضاً بل هو كالبناء الواحد. لأن ما كتبه تشارلز باباج وفريدرك تايلور ودمنج وكروسبي مازال يُدرس ويُطبق إلى اليوم بالإضافة إلى منتجات التطور الحديث في الإدارة، سعياً لتحقيق الأفضل.
ثقافة أن تكون الأفضل ليست جديدة بل موجودة ومن عصور ماضية لكنها كانت على مستوى الأفراد لذلك ظهر لنا العلماء والمبدعون والمبتكرون. هؤلاء الأفراد كانوا يعملون ليلاً نهاراً في البحث والتجربة لكي يبدعوا ويبتكروا. نفس الفكرة توجد حالياً ولكنها على مستوى المنظمات (المؤسسات والإدارات والشركات)، الأمر الذي أدى إلى ظهور مصطلح "المنظمة المتعلمة" أو "الإدارة المتعلمة" في أواخر القرن الماضي. الإدارة المتعلمة هي التي تعلم بعضها بعضاً بالاستثمار الأمثل لرأس المال الفكري وذلك باستخدام أدوات الإدارة الحديثة كفرق العمل والتحسين المستمر والتطوير ونماذج التميز المختلفة. ولأن حديثنا هنا عن الإدارة التربوية سأركز على مفهوم مصطلح الإدارة المتعلمة في مجال التعليم فقط مع اقتباس بعض التعريفات. 
عرف عالم الإدارة سنج Senge الإدارة المتعلمة بأنها الإدارة التي يتعلم جميع منسوبيها دون استثناء بهدف التحسين المستمر للمهارات.  كما ذكرها العالم الياباني ماساكي إماي عندما تحدث عن التحسين المستمر (الكايزن) بأن التعلم يحدث كل يوم من خلال الخبرات المكتسبة أثناء تأدية العمل وأثناء الحديث مع زملاء العمل. أما مفهوم الإدارة المتعلمة من وجهة نظري هو ذلك الكيان الذي يٌعلم بعضه بعضاً من خلال الاستثمار الأمثل لقدرات العاملين المهارية والمعرفية كنقاط قوة، ويستثمر الفرص الخارجية المتاحة لتعليم منسوبيه دون استثناء بهدف التحسين المستمر للأداء والتحسين المستمر للمخرجات لتحقيق رضا المستفيدين وبلوغ دراجات أعلى بتقديم خدمات تُسعد المستفيدون وتحقق درجات التميز والريادة في مجال التربية والتعليم. من أدوات الإدارة المتعلمة في التعليم "مجتمعات التعلم المهنية".
لكن حتى لا أطيل عليكم، بمشيئة الله في المقال القادم سأتحدث عن تطبيق الإدارة المتعلمة في الإدارة التربوية والقيادة المدرسية .. إلى ذلك الوقت ربنا يحفظكم ويوفقكم.
شكري وتقديري لكم لمروركم وقراءة ما أكتبه.


وتقبلوا تحياتي،
كتبه أبوبكر بن أحمد ولي
تطوير المدارس – تعليم جازان
22ربيع2 1439هـ
9يناير 2018




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أتقدم إليكم بالشكر والتقدير على مروركم على مدونتي الخاصة ويسرني الاطلاع على أرائكم.