جودة
الأداء التعليمي في حجرة الدرس
أبوبكر ولي
في التعليم هناك الكثير من العمليات التي تُجرى يومياً ابتداءً من الوزارة إلى أصغر مدرسة من مدارسنا. تُؤدى هذه العمليات بواسط آلاف من الناس منها عمليات إدارية ومنها عمليات فنية هندسية وفنية تعليمية. ولأن الهدف هو التعليم تأتي العمليات الفنية التعليمية كمحور أساس في نتائج الأداء الرئيسية لوزارة التعليم ثم تأتي نتائج العمليات الأخرى وفقاً لأهميتها في دعم عمليات التعليم والتعلم كنتائج رئيسية مساندة لحجرة الصف. ذلك سيكون موضوعي اليوم مركزاً على جودة الأداء التعليمي داخل الحجرة الدراسية. وبالتأكيد فإننا كلما ذكرنا الجودة تأتي في أذهاننا فكرة التحسين والتطوير
المرحلة الأولى PLAN (التخطيط) والمرحلة الثانية DO (التنفيذ والتطبيق) المرحلة الثالثة هي CHECK/STUDY (الدراسة والتأكد من النتائج) والمرحلة الرابعة ACT اتخاذ قرارات (التعديل / التحسين). تُستخدم حلقة دمنج للتحسين والتطوير من أجل تحقيق الجودة المطلوبة أو المستهدفة. هنا يأتي سؤال مهم وهو كيف نستطيع تطبيق هذه الحلقة على عمليات التعليم والتعلم داخل حجرة الصف لتحسين أداء المعلم/المعلمة؟ الطريقة سهلة وربما كثير منا يطبق هذه المراحل الأربع وربما بعضنا يطبق بعضها. المهم دعونا نرى كيف نستطيع تطبيق حلقة دمنج لتحسين عمليات التعليم والتعلم أي لتحسين الأداء أمام الطلبة لتسهل لهم عملية التعلم. لأن المعلم منذ أواخر القرن العشرين ووفقا لاستراتيجيات التدريس الحديثة يعتبر مسهل وميسر لعمليات التعلم.
المرحلة الأولى PLAN مرحلة التخطيط للتعليم: في هذه المرحلة نقوم بدراسة المقرر الذي سنقوم بتدريسه لمعرفة مستهدفات المقرر المدرسي (نواتج التعلم التي يحققها الطلبة بعد عمليات التعليم والتعلم) وهنا ربما نذهب لاستخدام أداة أخرى بجانب حلقة دمنج وهي حلقة RADAR التي تتكون من أربع خطوات: تحديد النتائج المرغوبة ثم تحديد المقاربات التي نستطيع من خلالها تحقيق هذه النتائج (نواتج التعلم) وفقاً للفروق الفردية بين الطلبة ثم نقيس مقدار تمكننا من تحقيق نواتج التعلم ثم نقوم بالتعديل والتحسين على المقاربات (إجراءات التدريس). من خلال هذه الخطوات نكون قد أنهينا مرحلة التخطيط وفقاً لحلقة دمنج PDCA. الخطوات أعلاه هي مرحلة الإعداد للدرس أي التحضير الذهني والكتابي لعملية التعليم داخل الحجرة الدراسية.
المرحلة الثانية DO مرحلة تطبيق المقاربات (إجراءات التدريس/التعليم). مرحلة التطبيق هي مرحلة أداء الدرس أمام الطلبة التي يجب من خلالها منح الطلاب والطالبات فرص للتعلم .. وفي هذا تتعدد الإجراءات وندخل في مصطلح استراتيجيات التدريس والتي منها استراتيجية التعلم النشط أو غيرها من الاستراتيجيات التي تناسب مادة الدرس وفقا للمقررات الدراسية.
المرحلة الثالثة CHECK/STUDY مرحلة التقييم والتقويم المستمر لما نقدمه للطلاب والطالبات كأداء للمعلم داخل حجرة الصف (تقويم ذاتي) وكذلك تقييم وتقويم ما يتعلمه الطلاب والطالبات أثناء أداء المعلم. أداة التقويم الذاتي للمعلم تساعده على التحسين المستمر لأدائه. وأداة لتقييم أداء الطلاب والطالبات لمعرفة مستوى تعلمهم للمعارف المهارات التي يكتسبونها كنواتج للعمليات التي يقوم بها المعلم (عملية التعليم). بالإضافة إلى ذلك نقوم بتكليف الطلاب والطالبات بمهام عمل في حصص النشاط أو كواجب منزلي لمساعدتهم للتعلم الذاتي. وفي كل إجراءات هذه المرحلة يستطيع المعلم اقتناص فرص التحسين (الفجوات) في الأداء والمخرجات (نواتج التعلم Learning Outcomes).
المرحلة الرابعة ACT مرحلة اتخاذ قرارات التحسين والتطوير. قبل اتخاذ قرارات التحسين والتطوير تتم عملية دراسة أسباب حدوث الفجوات في الأداء أو في التحصيل الدراسي. وهنا يجب التأكيد على أهمية التعرف على الأسباب الجذرية الأسباب الأساسية لهذه الفجوات. أو الأسباب الرئيسية للتحسين في حالة عدم وجود فجوات. يمكن هنا تحليل الفجوات باستخدام أداة إيشيكاوا الياباني السبب والنتيجة (Cause and Effects) (عظمة السمكة). والمقصود بالفجوات هنا هو الفرق بين المستهدف والمتحقق من عمليات التعليم والتعلم. بعد ذلك يتم وضع الحلول المناسبة التي تساعد على التغلب على الفجوات من جذورها. ويتم اتخاذ القرارات داخل المدرسة أو من إدارة مكتب التعليم أو إدارة التعليم وفقاً لصلاحيات كل جهة.
بتطبيق هذه المراحل الأربع لحلقة دمنج نكون قد قمنا بوضع خطة لضمان جودة الأداء وتقييمه وتحسينه. وهنا يأتي التأكيد على أهمية التقييم والتقويم المستمر لعملية التعليم والتعلم. ويمكن أن تنفذ هذه المراحل بواسطة المعلم / المعلم أو القيادات المدرسية أو المشرف التربوي كل وفقاً لمهام عمله والمرحلة المناسبة التي يتدخل للتعديل فيها.
حلقة دمنج وضعت لإجراءات ضمان الجودة والتحسين المستمر مع التقويم المستمر لضمان أن يكون الأداء التعليمي داخل حجرة الصف دائما أفضل مما كان. ولا ننسى أن دور المعلم هو مسهلة وميسر لعمليات التعلم.
وللفائدة، كتبتُ موضوعاً في جودة القيادة التعليمية بعنوان "عشر خطوات وخطوة نحو الجودة والتميز" يمكنكم الاطلاع عليه من خلال الضغط على عنوان المقالة.
كتبه أبوبكر بن أحمد علي ولي
مدير إدارة الجودة وقياس الأداء
بتعليم جازان.
التاريخ: 28 – 09 – 2019
الموافق 29– 01 – 1441هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أتقدم إليكم بالشكر والتقدير على مروركم على مدونتي الخاصة ويسرني الاطلاع على أرائكم.