الأربعاء، 13 مايو 2020

الإشراف التربوي في القرن الحادي والعشرين



في القرن العشرين الماضي كتب كثيرون في مجال الإشراف التربوي وتسلسل تطويره من التفتيش إلى التوجيه إلى الإشراف التربوي وتعددت المقاربات لتحقيق أهداف عمليات الإشراف على عمليات التعليم والتعلم. كما كتب بعض المفكرين عن توطين الإشراف أسوة بدول
الشرق والغرب وكتب أخرون عن أهمية تطبيق الإشراف العيادي الإكلينيكي وكتبوا أيضاً عن تطبيق الإشراف التربوي المتنوع أو الانتقائي eclectic school supervision وبالتأكيد أن كل أدبيات التربية والإشراف التربوي وضحت أن الهدف من الأداء الإشرافي هو أن تكون العمليات الإشرافية التعليمية والتعلمية تتسم بالسمات التربوية التعليمية التي تحقق جودة الأداء التعليمي وجودة نتاجات التعلم في كل مراحل التعليم العام.


ومع ثبات الهدف من عمليات الإشراف التربوي إلا أن الأدوات في القرن الحادي والعشرين مختلفة كثيراً عما كان عليه في القرون الماضية. هذا القرن له أدوات جديدة تعتمد على التطوير في تكنولوجيا المعلومات والاتصال ICT التي أنتجت الذكاء الصناعي. والمقصود بالذكاء الصناعي هنا ليس الروبوتات فقط بل كل جوانب الابتكار في برمجة الحاسب الآلي التي حققها الإنسان نتيجة الاندماج بين البيداجوجيا والتكنولوجيا وعلم الاتصال. تلك الابتكارات التي أصبحت ضمن أدوات عمليات التعليم والتعلم والإشراف التربوي. ونتيجة لذلك برزت أدوات جديدة مثل تطبيقات التعليم الإلكتروني بأنواعها وبرامج التعليم المتزامن Synchronous Learning وبرامج التعليم غير المتزامن Asynchronous Learning  بالإضافة إلى تطبيقات التعليم عن بُعد Distance Learning كالتعليم المعتمد على مواقع (www) World Wide Web أو التعليم المعتمد على صفحات الانترنت Web Based Learning بالإضافة إلى التعليم عن طريق المدارس الافتراضية Virtual Schools والفصول الافتراضية Virtual Classroom  والمكتبات الإلكترونية Digital Library والتطوير مستمر في هذه الأدوات وربما نرى أدوات جديدة في المستقبل.
كل تلكم الابتكارات أحدثت أدوات حديثة للإشراف التربوي تعتمد على التطوير والمزج بين أنماط الإشراف التربوي المتعددة والابتكار الصناعي في مجال التعليم.  ومع هذا التغيير في الأدوات تغير المصطلح إلى الإشراف التربوي الإلكتروني. ولا أقصد به النسخة السابقة للإشراف الإلكتروني الذي كنا نرددها خلال العشرين سنة الماضية. تلك النسخة كانت تعتمد على جمع بيانات المشرفين ومنجزاتهم بالإضافة إلى بعض الاجتهادات في رفع محتوى إلكتروني كنصوص على ملف من نوع PDF. وهي النسخة الأولى من الإشراف الإلكتروني. أما الإشراف التربوي الإلكتروني في عصرنا الحديث فمختلف تماماً. لأنه يتطلب مهارات جديدة تعدت حتى بعض المهارات التي كانت على قائمة مهارات القرن الحادي والعشرين، خصوصاً بعد القفزات التي حققناها في تطبيق التعليم عن بُعد في عام 2020.
مهارات استخدام تطبيقات الحاسب ومهارات بناء المحتوى الإلكتروني ومهارات استخدام البرامج المساعدة كالبوربوينت والإكسل والببلشر والورد وتطبيق الزووم وتطبيق الفصول الافتراضية بالإضافة إلى مهارات البحث في المكتبات الإلكترونية المختلفة ومهارات التعامل مع المواقع الإلكترونية كنظام التواصل الإلكتروني ومهارات استقبال الشكاوى والرد عليها ومهارة قياس الأداء إلكترونياً ومهارات الاجتماعات عن بُعد ومهارات استخدام البريد الإلكتروني بجميع أدواته ومهارات استخدام تطبيقات التواصل عن بُعد ومهارات تقديم برامج التنمية المهنية عن بُعد ومهارات إدارة العملية التعليمية عن بُعد ومهارات قياس الأداء الإلكتروني جميعها مهارات أساسية لكل مشرف تربوي ومشرفة تربوية في القرن الحادي والعشرين.  ولست مبالغاً إذا قلت إن هذه هي المهارات الأساسية لأن القرن الحادي والعشرين مليء بالابتكارات والتطوير المستمر في تكنولوجيا المعلومات والاتصال ومليء بالجديد في مجال تكنولوجيا التعليم.
بالإضافة لذلك تأتي مهارات تصميم التعليم وتقييم وتقويم أداء المعلمين الإلكتروني ومهارات تصميم عمليات الإشراف التربوي كمبادئ للعمل الإشرافي التعليمي الإلكتروني في القرن الحادي والعشرين.
ومع تلك الأدوات التي برزت لدعم عمليات التعلم وعمليات الإشراف على عمليات التعليم ظهرت أنماط إشرافية إلكترونية جديدة مثل:
§         الإشراف التربوي الإلكتروني المتزامن synchronous e-supervision
§       الإشراف التربوي الإلكتروني غير المتزامن asynchronous e-supervision
§       والإشراف التربوي المختلط blended e-supervision
وشرح هذه الأنماط يطول إلا أن الأول يقصد به الملاحظة المباشرة للأداء التعليمي ومشاركة المعلمين والمتعلمين التحليل والتقييم والتقويم. أما النمط الثاني فيكون في أوقات مختلفة للملاحظة والقياس والتقويم. ويدمج النمط الثالث بين الأول والثاني وفقاً لحالة المواقف التعليمية ووفقاً لمستوى جودة نواتج التعلم.
ولا أبالغ إذا قلت إن هذه المقالة ستكون قديمة بكل محتواها في غضون زمن قصير جداً نحو المستقبل. التطوير في التكنولوجيا والاتصال أدى إلى تطوير تكنولوجيا التعليم الأمر الذي أدى إلى تسريع وتسهيل وتجويد عمليات البيداجوجيا والإشراف التربوي.


شكراً لاطلاعكم.. وانتظروني في موضوع جديد


كتبه أبوبكر بن أحمد علي ولي
مشرف تربوي - تعليم جازان
مدير إدارة الجودة وقياس الأداء

20 رمضان 1441/ May 2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أتقدم إليكم بالشكر والتقدير على مروركم على مدونتي الخاصة ويسرني الاطلاع على أرائكم.