بداية يجب أن نتفق بأن المؤسسة
التعليمية تحتوي مستويات من القيادات التعليمية ولكل منهم صلاحيات ومسؤوليات.
والحديث هنا يحتوي جميع المؤسسات التعليمية مثل إدارات التعليم والمدارس وما يأتي
في مستواها. لكل مؤسسة كما تعلمون ممكنات وعوامل نجاح رئيسية. ولكل مؤسسة قائد
تعليمي وإداري يقوم على هذه المؤسسة لتحقيق أهدافها. ونجاح القيادة التعليمية
يعتمد على حسن استثمار الممكنات وعوامل النجاح الرئيسية ويأتي
حسن الاستثمار من
خلال المعرفة والمهارة التي يمتلكها القائد التعليمي التي تمنحه قوة التأثير
لتحقيق الأهداف.
من أهم الممكنات في المؤسسات
التعليمية وفقا لنماذج الأداء المتميز تأتي الموارد البشرية في المرتبة الثالثة
بعد القيادة المؤسسية التعليمية الناجحة والتخطيط الجيد. ويعتبر أخرون أن الموارد
البشرية هي عامل النجاح الرئيس لأي مؤسسة تعليمية وغير تعليمية. لذلك ونظراً لهذه
الأهمية سأتحدث في هذا المقال عن ستة عناصر لقوة الأداء المؤسسي الذي يؤثر
إيجاباً على مستوى جودة المخرجات التعليمية أو نتاجات التعلم كما تسمى في بعض
أدبيات التربية والتعليم.
المحاور الستة لقوة الأداء هي: الأداء،
الإبداع، الشغف، المثابرة، المهارة، والمشاركة. كل هذه المحاور مرتبطة
بالموارد البشرية. وكلما كان مستواها عالي كلما كانت الإنتاجية عالية وجودة
المخرجات عالية.
الإداء Performance:
هو ما يقوم العاملون به داخل المؤسسة من إجراءات لإنتاج منتج أو المساندة في إنتاج
منتج ما. أي أن الأداء هو الجسر المؤدي إلى المخرجات. ولأهمية الأداء وتأثيره على
مستوى تقييم المؤسسات التعليمية، يؤكد مفكرو علم الإدارة والجودة على أهمية
العناية بالأداء من خلال العناية بالتنمية المهنية للموارد البشرية. مع أهمية وجود
أدلة للعمل ترسم خرائط الأداء وتحدد معاييره ومواصفات المخرجات.
الإبداع Creativity:
الإبداع محور مهم وداعم كبير للأداء وكلما كانت ثقافة المؤسسة التعليمية هي ثقافة
العمل لأجل تحقيق الأفضل كان الأداء عالي وكانت الإنتاجية عالية. التفكير
الإبداعي لدى العاملين يدفعهم دائماً إلى تحليل الإجراءات التي يقومون بها بهدف
التحسين المستمر وإيجاد الطريقة المثلى للأداء. التفكير الإبداعي وقوة المعرفة
والمهارة يمكن المؤسسة التعليمية بأن تكون أنموذجاً لغيرها من المؤسسات ومستهدف
لعمليات المقارنات المؤسسية Benchmark.
الشغف Passion: الشغف في العمل المؤسسي هو حب العمل
بدرجة عالية مع الرغبة في أدائه باستمرار نتيجة لحب العمل. لا يقل الشغف في العمل
المؤسسي عن الإبداع. بل أنهما مترابطان بعلاقة طردية. أي أنه كلما أرتفع مستوى شغف
الموظف بعمله كلما زادت رغبته في التطوير الذاتي الأمر الذي يؤثر بشكل طردي على
الإبداع. الشغف هو المنطلق والمدخل للتميز.
المثابرة Perseverance:
المثابرة هي المواظبة على الأداء والدوام على العمل بطريقة صحيحة. وهو الالتزام
بالأداء بالطريقة الصحيحة مع العمل المستمر على إتقانه لتحقيق النجاح والجودة.
وكلما كان تواجدت المثابرة من قبل العاملين أصبح مستوى الأداء المؤسسي التعليمي في
استمرارية وصعود نحو تحقيق الجودة.
المهارة Skills:
المهارة في الأداء محور إلزامي لقوة الأداء. لذا على المؤسسة التعليمية الحرص على
قياس مهارات منسوبيها في المهمات التي يكلفون بها في عملهم أو بالإضافة إلى عملهم.
ولأهمية المهارة في جودة الأداء تقوم المؤسسات بعمل اختبارات للمتقدمين للوظائف
التعليمية أو الإدارية لاختيار الأفضل. كما أن المؤسسات تقوم على صقل وتطوير
مهارات العاملين بهدف مواكبة التطوير في مجالات العمل.
المشاركة Contribution:
المشاركة محور مهم خصوصاً من طرف القيادة التعليمية في المؤسسات التعليمية الصغيرة
والكبيرة بهدف الاستفادة من خبرات العاملين، وبهدف التحفيز لمن يحتاج التحفيز كما
ذكر إبراهام ماسلو. مشاركة العاملين في صنع القرار داخل المؤسسة التعليمية يعطيهم
الدافعية والشغف الذي يجعلهم مثابرين نحو الأداء الأفضل. المشاركة تجدد الرغبة لدى
العاملين وتمنحهم الطاقة للإبداع.
ومن خلال الملاحظة والعمل اليومي في مجال التعليم أكتشف يوماً
بعد يوم أن التميز في الأداء وزيادة الإنتاجية وتحسين جودة المخرجات يعتمد كثيرا
على المحاور الستة المذكورة أعلاه. القائد الملهم هو من يستطيع استثمارها ليكون
أداء مؤسسته التعليمية قوي وبجودة عالية.
وبالتأكيد هناك أراء تضيف
عليها أو تحذف بعضها أو لا تتفق معها بالكامل. هي وجهة نظر كتبتها للفائدة.
وتقبلوا تحياتي،
كتبه: أبوبكر بن أحمد علي ولي
مشرف تربوي – تعليم جازان
مدير إدارة الجودة وقياس الأداء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أتقدم إليكم بالشكر والتقدير على مروركم على مدونتي الخاصة ويسرني الاطلاع على أرائكم.